"الصبر"
بقلم: فاطمة المصري

الصبر هو أمل واطمئنان، وإيمان هادئ بأن الأمور سوف تكون على ما يرام. نثق بمجريات الحياة، لا نتسرع ولا نعجل أو نسمح لضغوطات الحياة أن تغلبنا. يساعدنا الصبر على تحمل ما هو خارج حدود سيطرتنا بقلب يعمه السلام. عندما لا تسير الأمور كما نريد نستقبل الأخطاء والتأخير برفق وبدون إصدار أحكام. نتعلم الدروس من الانتظار، ونستقبلها كهبة تأتينا من الله بتقديره وحكمته. الصبر يبعث على التقبل، ويتطلب منا الهدوء والثبات والاستماع العميق. الصبر يهدئ أرواحنا.
قد نظلم الصبر إذا اعتقدنا أنه يتطلبُ قوةَ تحملٍ فقط، وننصفه إذا أيقنّا أن إتمام إيقاظه في أرواحنا يحتاج إيماناً بأن الخير فيما يحدث دائما، واطمئناناً بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وقبولاً لما تجلبه لنا الحياة، ومرونةً للانحناء في وجه المنعطفات، وقوةً على مواجهتها دون أن ننكسر على أعتاب اختباراتها، ثم نأتي بعزمٍ على المضي قدما، وثباتٍ في وجه العواصف التي تدور في فضاء تحقيق الرجاء، وأملٍ بأنَّ الأمور سوف تكون على ما يرام، وسلامٍ يعمّ قلوبنا بينما ننتظر فرجًا بعد الكرب، ويسرين بعدَ كلّ عُسر؛ عندها فقط يكون الصبرُ جميلاً يزهو بثوابِ الأجرِ بغير حساب.
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ذرعا وعندَ اللهِ منها المخرجُ
ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها فُرِجتْ وكنتُ أظنُها لا تفرجُ " الإمام الشافعي"
اعلمْ أنَّ خيَر عيشك بالصبر؛ تفاءل، وأملأ روحك حبا وأملا، لا تندفع ولا تعجل، اعفو، اغفر، ارفق بنفسك وبالآخرين عند الخطأ، تقبّل ما لا إرادة لك فيه بسلام، ابتعد عن القلق، وثق بأنّ الحياة تعطيك كلّ شيء بتوقيت رباني محكم، احلم وحقّق، وتوكلّ، وانتظر حتى يأتيك الفرج.