فضائل الهجرة ١٤٤٦

"العام الهجري " 

بقلم: فاطمة المصري

 

{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}[النساء:100

نبدأ عاما هجريّا جديدا، و نصلي و نسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، المؤسس لأعظم دولة، و أقوى نظام حكم التاريخ، و قائد أكبر فتوحات على مر الأزمان.  نتذكر أنه مضى 1446 عاما على تأسيس الدولة الإسلامية العظيمة، و قد أسسها صلاة ربي و سلامه عليه بفضل الله، وبما يتمتع به من صفات القيادة الحكيمة بعد أن  ترك موطنه، ومسقط رأسه بعد 40 عاما مهاجرا إلى المدينة، أقام فيها 8 أعوام عمل خلال إقامته فيها على تقوية جسم الدولة الإسلامية ثم انطلق عائدا إلى الفتح الأعظم، الذي تلته فتوحات كبيرة،  استمرت بعد وفاته حتى وصلت  مشارق الأرض ومغاربها. كيف حدث كل هذا النصر بعد الهزيمة، و كل ذلك النجاح بعد الأذى والإذلال الذي تعرض له في مكة و الذي كان السبب الرئيس للهجرة؟

نقتدي بهدي صفاته عليه الصلاة والسلام، وأصحابه الكرام، ونوقظ في أرواحنا فضائل الهجرة التي دعانا رسولنا الكريم أن نوظفها في حياتنا و منها : الحكمة التي تعين الإنسان على اتخاذ قرارات مستدامة بعد توظيف الفكر والفهم العميق، والتأني و فصل النفس عن دوافع الرغبة والشهوة، للتوصل إلى بصيرة واضحة وإدراك مؤكد  للهدف الذي نسعى إليه، ثم يأتي التنظيم؛ توضيح الرؤية، وتخطيط  المهام  اللازمة لصناعة العزيمة، ثم المضي لتحقيق الغاية بعزم وإصرار ينبع من إيمان بأنفسنا، وثقة مؤكدة بالخير، وبالقوة التي تمنح الصمود في وجه التحديات. نثابر و نواظب على السير خطوة خطوة، نتفاءل و نتمتع بالأمل الذي يدخل البهجة على قلوبنا لانتظار الخير. الدرس الأعظم هو أن التغيير لا يحدث في الواقع إلا أن يسبقه تغيير في النفوس ؛ وذلك بأن نطبق المفهوم الضمني للهجرة، وهي ترك، وهجران كل ما يؤذي من قول، أو عمل، أو فكر، و التّحلّي بقوة المرونة  للقيام بكل ما هو مفيد ، ونافع، و يحدث فرقا في حياتنا للأفضل أفرادا و جماعات. ونتذكر أن قلوب أصحابه و أتباعه كانت على قلب رجل واحد في العون، و الوحدة و العطف.

الكابشن:

كل عام ونحن جميعا بخير؛" نكبر الله، و نهجر الرجز، لا نمنن نستكثر، و لربنا نصبر"،.

اللهم أهل التقوى وأهل المغفرة اكتبنا مع الذاكرين، ولا تجعلنا عن  التذكرة معرضين.